2:32 AM
كيفية تمييز الاختلافات الجوهرية بين المفاهيم الدينية والحق - السؤال 16

السؤال 16: إنك تقول إن أولئك الذين يؤمنون بالله يجب أن يقبلوا عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، وعندها فقط يمكن تطهير شخصيتهم الفاسدة وهم أنفسهم يخلصون بواسطة الله. لكننا، وفقًا لمتطلبات الرب، نمارس التواضع والصبر، ونحب أعدائنا، ونحمل صلباننا، ونتخلى عن أشياء دنيوية، ونعمل ونبشر بالإنجيل من أجل الرب، وهكذا. إذًا، أليست كل هذه تغييرات فينا؟ لقد سعينا دائما بهذه الطريقة، لذلك ألا يمكننا أيضًا تحقيق التطهير والاختطاف والدخول إلى ملكوت السماوات؟

الإجابة:

نستطيع أن نحب أعداءنا، وأن نحمل صليبًا، وأن نتغلب على جسدنا، وأن ننشر إنجيل الرب. هذه كلها سلوكيات إيجابية تنبع من إيماننا بالرب، وتشير قدرتنا على سلوك هذا المسلك إلى صحة إيماننا بالرب. ربما تبدو هذه السلوكيات الحسنة صحيحة للآخرين، وكأنها متوافقة مع كلمة الله، إلا أنها لا تعني أننا نضع كلام الله محل ممارسة، ونتَّبِع مشيئة الآب السماوي، كما أنها لا تعني أيضًا أننا طرحنا عنا طبيعتنا الخاطئة وتطهرنا؛ فنحن عندما نلاحظ سلوك الآخرين الحسن، لا يمكننا أن ننظر فقط إلى مظهرهم الخارجي، بل لا بد لنا أيضًا أن ننظر إلى نواياهم وأهدافهم النهائية. فإذا كان المرء ينوي أن يطيع الله ويحبه ويرضيه، فهذا النوع من السلوك الحسن إذًا هو ممارسة الحق ومطاوعة مشيئة الآب السماوي. أما إذا كان سلوك المرء الحسن – من جانب الآخر – ليس لشيء إلا من أجل البركات والفوز بالإكليل والمكافأة، وليس نابعًا من قلبٍ محبٍ لله، فإن هذا النوع من "السلوك الحسن" يشبه رياء الفريسيين وهو ليس عمل مشيئة الآب السماوي. لو أن مجرد إظهار السلوك الحسن يعني أننا نتَّبع مشيئة الآب السماوي، وأننا قد تطهرنا، فلماذا إذًا نرتكب الخطايا ونقاوم الله كثيرًا؟ لماذا لا نزال نعيش حياة نخطئ فيها بالنهار، ونعترف بالليل؟ إن هذا يُبيِّن بصورة كافية أن مجرد إظهار سلوكيات حسنة لا يعني أننا نمارس الحق ونحيا حقيقة كلمة الله، ولا يعني أننا نعرف الله أو أننا نخشع له بقلوبنا، وبالتأكيد لا يعني أننا قادرون على أن نحبه وأن نطيعه. وبحسب كلام الله القدير"إن التغييرات في مجرد السلوك ليس إلا لا تدوم. إن لم يكن هناك تغيير في موقف الناس تجاه الحياة، فعاجلاً أم آجلاً سيظهر هذا الجانب الشرير منهم. لأن مصدر التغييرات في سلوكهم هو توهج عاطفي، مقترنًا بعملٍ ما للروح القدس في ذلك الوقت، فمن السهل للغاية بالنسبة لهم أن يصيروا متوهِّجين عاطفيًا، أو أن يظهروا لُطفًا لبعض الوقت. وكما يقول غير المؤمنين: "إن القيام بعملٍ صالحٍ أمرٌ سهل، لكن الأمر الصعب هو القيام بالأعمال الصالحة مدى الحياة". يعجز الناس عن القيام بالأعمال الصالحة طوال حياتهم. فإنَّ حياتهم هي التي توجّه سلوكهم؛ فإيّما كانت حياتهم، هكذا يكون سلوكهم، وما يُكشف عنه بحُكم الطبيعة هو وحدهُ ما يمثل الحياة وطبيعة المرء. فلا يمكن أن تدوم الأشياء الزائفة. ... إن التصرف الحسن ليس هو بالضبط كطاعة الله، فكم بالحري أن يعادل الانسجام مع المسيح. ترتكز التغييرات في السلوك على عقيدة، وتظهر نتيجةً لتوهج عاطفي – فهي لا تستند إلى المعرفة الحقيقية بالله، أو إلى الحق، ناهيك عن أنها لا ترتكز على إرشاد الروح القدس. وبالرغم من قيام الروح القدس أحيانًا بتوجيه بعض الأعمال التي يقوم بها الناس، فإن هذا ليس تعبيرًا عن الحياة، ناهيك عن إنَّهُ ليس كمعرفة الله؛ بغض النظر عن مدى صلاح سلوك الشخص، فإنه لا يثبت أنَّه يطيع الله، أو أنَّه يطبِّق الحق" ("الفرق بين التغييرات الخارجيَّة والتغييرات في الشخصيَّة" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). يوضح لنا كلام الله القدير جليًا جوهر السلوك الحسن وأصله؛ فالسلوك الحسن للإنسان إنما ينبع من الحماسة، وهو عبارة عن ممارسة تعتمد على تعاليم وقواعد، ولا ينبع من فهم مبادئ الممارسة بعد استيعاب الكثير من الحقائق، أو من الرغبة في محبة الله وإرضائه بسبب فهم مشيئته. إن السلوك الحسن ينبع من أفكار الإنسان وتصوراته، وهذه بدورها تأتي من آراء الإنسان ومن طبيعته الفاسدة؛ ومن ثم، مهما كان ما يفعله الإنسان، أو مهما كان الألم الذي يقاسيه، أو مهما كان الثمن الذي يدفعه، فإنه لا يُعَد ممارسة للحق، وليس خضوعًا لله، ولا هو من عمل الروح القدس. حتى عندما نُبدي سلوكًا حسنًا، ونتمكن من اتباع بعض القواعد، فنبدو ورعين وروحانيين للغاية، فإننا نظل ميالين إلى ارتكاب الخطايا ومقاومة الله بسبب طبيعتنا الشيطانية الفاسدة المتأصلة داخلنا وطبيعتنا الخاطئة التي لم نتحلل منها والافتقار إلى فهمٍ صحيح عن الله. لقد رأينا كثيرين ممن يحسنون المسلك ما زالوا يرتكبون الآثام مرارًا وتكرارًا، ثم يعترفون بخطاياهم بعد إيمانهم بالله. هذه حقيقة لا مناص منها. إن اتباع السلوك الحسن في الوقت الذي يتم فيه تكرار ارتكاب الخطايا ومقاومة الله لهو دليل كافٍ على أنهم لا يتبعون مشيئة الآب السماوي، ولا يمكنهم أن ينالوا المدح من الله. كان اليهود الفريسيون أُناسًا ملتزمين بالشريعة، وكانت سلوكياتهم كلها لا تشوبها شائبة ظاهريًا، لكن عندما جاء الرب يسوع ليعمل، لماذا قاوموه بضراوة وأدانوه وتآمروا عليه ثم صلبوه؟ يُبيِّن هذا أن طبيعة مقاومة الله كانت متأصلة في داخلهم. ومهما بدا سلوكهم حسنًا من الخارج، فإنه لا يعني أنهم فهموا الله أو أطاعوه أو أنهم كانوا متوافقين معه، وبالتأكيد لا يعني أنهم كانوا يتبعون مشيئة الله وأصبحوا أنقياء. إذا أردنا أن نتحلل من طبيعتنا الخاطئة وأن نصبح أنقياء، فلا بد أن نختبر عمل دينونة الله وتوبيخه في الأيام الأخيرة، وأن نفهم الحقائق الكثيرة الموجودة فيه، وأن نعرف الله معرفة حقيقية، وبذلك نكتسب طاعة حقيقية لله وخوفًا حقيقيًا منه. عدا ذلك، فإن طبيعة الشيطان الفاسدة المتأصلة فينا لن تتنقى أو تتحول مطلقًا، ولن نكون بحسب قلب الله أو ندخل ملكوت الله.

ما فعله الرب يسوع هو عمل الفداء فحسب. فأثناء عصر النعمة، لم يكن ممكنًا لنا أن نتخلص من آثامنا وننال التطهير، مهما كان مدى جهادنا أو قراءتنا للكتاب المقدس. في الأيام الأخيرة، يبدأ الله عمل الدينونة من بيته، وفقًا لخطة التدبير لتخليص البشرية، فبعمله ستتحرر الإنسانية من آثامها وتنال التطهير. لنقرأ كلام الله القدير. "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، إلا أنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع سيادة الله سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة" (تمهيد في "الكلمة يظهر في الجسد"). "من خلال ذبيحة الخطية، نال الإنسان غفران خطاياه، لأن عمل الصلب قد انتهى بالفعل وقد غلب الله إبليس. لكن شخصية الإنسان الفاسدة تظل بداخله ولا زال الإنسان يخطئ ويقاوم الله؛ لم يربح الله البشرية. لهذا السبب في هذه المرحلة من العمل يستخدم الله الكلمة ليكشف عن شخصية الإنسان الفاسدة وليطلب من الإنسان الممارسة. هذه المرحلة ذات مغزى أكثر من سابقتها وأكثر إثمارًا أيضًا، لأن الآن الكلمة هي التي تدعم حياة الإنسان مباشرةً وتمكن شخصية الإنسان من أن تتجدد بالكامل؛ هذه المرحلة من العمل أكثر شمولية. لهذا فإن التجسد في الأيام الأخيرة قد أكمل أهمية تجسد الله وأنهى بالكامل خطة تدبير الله لخلاص الإنسان" ("سر التجسُّد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"). من كلام الله القدير، يمكن أن نرى أن عمل فداء الرب يسوع وضع أساس عمل الله الخلاصي في الأيام الأخيرة وعمل الدينونة في الأيام الأخيرة هو لب وبؤرة عمل الله الخلاصي. إنه الجزء الأساسي والأكثر أهمية في خلاص البشرية. من خلال تجربة عمل الله في عصر النعمة، تُغفر لنا ذنوبنا، لكن لا نتحرر منها، أو ننال التطهير. فقط عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة يودع الحقيقة في البشر، ويمكّنهم من معرفة الله، ويغيّر شخصيات حياتهم، فيطيعون الله ويعبدونه، ويصيرون حسب قلبه. هكذا يكمل الله خطة التدبير لخلاص البشرية.

من "أسئلة وأجوبة كلاسيكية عن إنجيل الملكوت"

إن قبل البشر عمل الرب يسوع الفدائي في عصر النعمة فقط، ولم يقبلوا عمل دينونة وتوبيخ الله القدير في الأيام الأخيرة، فلن يحرروا أنفسهم من الخطيئة، ويعملوا إرادة الآب السماوي، ويدخلوا إلى ملكوت الله. هذا لا شك فيه! هذا لأنه خلال عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء. نظرًا لوضع الناس في ذلك الوقت، أعطاهم الرب يسوع طريق التوبة فحسب، وأمر الناس بفهم بعض الحقائق الأولية وسبل تطبيقها. مثلاً طلب من الناس أن يعترفوا بخطاياهم ويتوبوا ويحملوا الصليب. علمهم التواضع والصبر والحب والصيام والمعمودية. هذه بعض الحقائق المحدودة التي يمكن أن يفهمها الناس في ذلك الوقت. لم يعبّر الرب يسوع أبدًا عن حقائق أخرى أعمق مما له علاقة بتغيير شخصية الحياة، نيل الخلاص، والتطهير، والكمال، وما إلى ذلك، لأنه في ذلك الوقت، افتقر الناس إلى الوضع الضروري لتحمل هذه الحقائق. يجب على الإنسان أن ينتظر حتى يعود الرب يسوع ليقوم بعمله في الأيام الأخيرة. سيمنح البشر الفاسدين الحقائق التي يحتاجون إليها لنيل الخلاص والكمال وفقا لخطة تدبير الله لخلاص البشرية واحتياجات البشرية الفاسدة. كما قال الرب يسوع، "إنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). كلام الرب يسوع واضح تمامًا. خلال عصر النعمة، لم يعط الرب يسوع البشر الفاسدين الحقائق التي تلزمهم لنيل الخلاص. هناك حقائق عديدة أعمق وأسمى، لم يخبر الرب يسوع البشرية عنها، للتحرر من الشخصية الشيطانية، والوصول إلى التطهير والحقائق التي يحتاج إليها الإنسان لطاعة الله ومعرفته. لذلك، في الأيام الأخيرة، يعبر الله القدير عن كل الحقائق اللازمة لخلاص البشرية. ليدين الذين يقبلون خلاص الله القدير في الأيام الأخيرة ويوبخهم ويطهرهم. في النهاية سيبلغ الناس الكمال ويُقادوا إلى ملكوت الله. هكذا تكتمل خطة التدبير التي وضعها الله لخلاص البشرية. إن كان الناس يقبلون عمل الرب يسوع الفدائي، ولكن لا يقبلون عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، فلن يتمكنوا أبدًا من الحصول على الحقائق وتغيير شخصياتهم. لن يصبحوا الشخص الذي يفعل إرادة الله ويكونوا مستحقين لدخول ملكوت الله.

أفسد الشيطان الناس في الأيام الاخيرة؛ فامتلأت نفوسهم بسُمه. آراؤهم، ومبادئ البقاء لديهم تنافي الحقيقة وتقف موقف العداء مع الله. كل البشر يعبدون الشر وأصبحوا أعداء الله. إن كانت البشرية مليئة بالشخصية الشيطانية الفاسدة، ولم تختبر دينونة الله القدير وتوبيخه ولهيبه وتطهيره بالكلام، فكيف يمكنهم التمرد على الشيطان والتحرر من تأثيره؟ كيف يمكنهم تمجيد الله وتجنب الشر وفعل إرادة الله؟ نرى أن الكثير من الناس آمنوا بالرب يسوع لسنوات، ورغم شهادتهم أن يسوع هو المخلص وخدمتهم لسنوات عديدة، فإن عجزهم عن معرفة شخصية الله البارّة وتوقير الله، لا يزال يؤدي بهم إلى إدانة عمل الله ورفضه وإنكارعمل الله القدير حين يعود لينفذ عمله في الأيام الأخيرة. ويعيدون صلب المسيح حين يعود في الأيام الأخيرة. بمعنى إن لم يقبل البشر عمل الله القدير للدينونة والتوبيخ في الأيام الأخيرة، فلن يتغلبوا أبدًا على طبيعتهم الخاطئة والشيطانية. فمعارضتهم لله ستُهلكهم. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها! فقط المؤمنون الذين يقبلون بصدق دينونة الله وتوبيخه في الأيام الأخيرة سيحصلون على الحقيقة كالحياة، ويصبحون ممن يفعلون إرادة الآب السماوي، وممن يعرفون الله ويتوافقون معه. سيكونون أهلاً للمشاركة في وعد الله وسيُؤخذون إلى ملكوته.

من "أسئلة وأجوبة كلاسيكية عن إنجيل الملكوت"

هل التطهير الذي يتحدث عنه رجال الدين والتطهير الذي يطالب به الله هما نفس الشيء؟ إنهما ليسا كذلك. التطهير الذي يتحدث عنه الإنسان ليس تطهيراً حقيقياً. إن كنت قد نلت حقاً التطهير من خلال الإيمان بالرب يسوع، هل كان الله سيظل بحاجة إلى عمل الأيام الأخيرة؟ إنك لم تؤمن بالرب يسوع سوى سنوات قليلة هذا عددها، ومع ذلك تقول إنك تغيرت وإنك ستنال التطهير عبر المضي في هذا السبيل. إذن فلتلق نظرة على كل القساوسة الذين يؤمنون بالرب يسوع، وهؤلاء الذين آمنوا بالرب طوال حياتهم: هل تطهروا؟ أي منهم قد تطهر؟ من منهم يجرؤ على القول بأنه تطهر ونال الخلاص التام بعدما آمن بالرب طوال حياته؟ لن تجد شخصاً واحداً مثل هذا. لقد آمنوا بالرب طوال حياتهم ومع ذلك لا يجرؤون على القول بأنهم تطهروا. هل من المنطقي القول بأنك ستصل إلى التطهير عبر ممارسة الإيمان على هذا النحو؟ إن قال ابن أو ابنة "لقد عايشت المجتمع لعدد من السنوات وقد فهمت حقيقة هذا المجتمع"، ألن يُعد هذا سذاجة؟ يمكنك أن تسأل أباك وأمك وهؤلاء الذين يكبرونك سناً، هل فهمتم حقيقة المجتمع؟ إن لم يكن أي منهم قد فعل، فهل بمقدورك أنت ذلك؟ إن الإنسان لا يفهم الحقيقة ولا يعرف ما هو التطهير الحقيقي. إنه يعتقد أنه لو أبدى بعض السلوكيات الصالحة، ولم يشكك في حقائق إيمانه، ولم يسرق الأغراض، ولم يسب الناس، ولم يشرب الخمر، فإنه حينئذ قد تطهر. هذا لا يمثل التطهير. ماذا يعني التطهير الخالص؟ إن هذا ينطوي على حقيقة. إن التطهير الحقيقي يعني أن تكون خالياً من سموم الشيطان. إن المنطق الشيطاني في قلوب البشر، وفلسفة الشيطان، والمغالطات الشيطانية المتعددة، وقوانين الشيطان لحياة الإنسان، ومنظور وقيم الحياة التي من الشيطان، أليست كلها سموم الشيطان؟ ماذا يحكم ارتكاب الإنسان للخطايا ومقاومته لله؟ إن سموم الشيطان داخل الإنسان هي التي توجهه إلى الخطيئة، وتقوده إلى دينونة الله وإساءة فهمه وعصيانه. إن الطبيعة الشيطانية في داخل البشر هي مصدر ارتكابهم للخطايا. في نظر الله، كل الأشياء التي تخص الشيطان هي نجسة وشريرة، والإنسان يحمل في داخله كل سموم الشيطان. إن تلك السموم تجذرت في أعماق الإنسان وأزهرت وأثمرت، لذا أصبحت البشرية فاسدة ونجسة وشريرة، ولذلك فهي قادرة على مقاومة الله وهي في عداوة معه. هذه حقيقة. وبناء على هذه الحقيقة، ما هي المشكلة التي نرى أن على الإنسان حلها ليحقق التطهير الخالص؟ إنه بحاجة إلى حل مشكلة سموم الشيطان وقيم الشيطان ومنظوره للحياة، وكذلك منطق وقوانين الشيطان، ومغالطاته المتعددة. إن الاستئصال التام لكل تلك الأشياء من قلوب البشر هو بالفعل التطهير الحقيقي. إن لم يتم إزالتها، سيظل الإنسان قادراً على مقاومة الله وإدانته والعداوة معه، وخيانته. فقط عندما تجري إزالة أمور الشيطان وحلها، يمكن للبشرية أن تُعتبر مطهرة حقاً. هل يمكن حل سموم الشيطان عبر الإيمان بالرب يسوع؟ هل يمكن أن يغير الإيمان بالرب يسوع منظور الإنسان للحياة وقيمه؟ هل يمكن أن يؤدي حقاً إلى طاعة الله وعدم مقاومته؟ هل يمكن أن يقود الإنسان إلى معرفة الله وعبادته حقاً؟ إن إيمانك بالرب يسوع يضمن لك فقط مغفرة خطاياك، أي أنه لكي يحل الله حقاً فساد الإنسان ويسمح له بنوال التطهير، يحتاج إلى إتمام عمله من الدينونة والتوبيخ في الأيام الأخيرة. بدون عمل الأيام الأخيرة، لا يمكن للبشرية الفاسدة أن تنال التطهير. ويعني ذلك أنه لا يتم نوال التطهير فقط عبر غفران الخطايا، بل بالأحرى يحصل التطهير الحقيقي عن طريق تخليص الإنسان من طبيعته الفاسدة عبر الدينونة والتوبيخ. عندما تُحل طبيعة الإنسان الفاسدة، سيكف عن مقاومة الله وسيتمكن من طاعته ومحبته من كل قلبه وسيتمكن أيضاً من محبة الحق. هذه فقط هي البشرية المطهرة. يعجز البعض عن فهم ما يُقصد بالتطهير، ويؤمنون أن الحصول عليه يتأتى من خلال الامتناع عن السرقة أو النهب، وتجنب كسر الأشياء والتوقف عن ضرب أو سب الآخرين. هل هذا صحيح؟ إن هذا أبعد ما يكون عن الصحة، إنهم بذلك ينظرون فحسب إلى سطح المشكلة. في غياب الحق، يرى الناس الأمور بسطحية بالغة. إنهم يغفلون المصدر أو الجوهر، لذلك لا يصعب تخيل لماذا يفكر المتدينون على هذا النحو.

من "الشركة من العُلا"

التوصيات التي تهم:
كل مؤمن بالرب يريد أن يدخل ملكوت السموات، لذا هل تعرف شروط دخول ملكوت السموات؟ هنا ستكتشف الإجابة وتجد الطريق إلى ملكوت السموات.

 

الفئة: أسفار الإنجيل | مشاهده: 136 | أضاف: tuiguang186 | علامات: الخلاص و الخلاص الكامل, ملكوت السموات | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
avatar