6:12 AM
هل تكون الشهادة شهادة حقيقية للإيمان بالله إذا كان المرء يتمتع فقط بنعمة الله؟

كلمات الله المتعلقة:

إذا كنت لا تستمتع إلا بنعمة الله، مع حياة عائلية هادئة أو بركات مادية، فإنك لم تكسب الله، وقد فشل إيمانك بالله. لقد قام الله بالفعل بمرحلة واحدة من عمل النعمة في الجسد، وقد سكب بالفعل بركاته المادية على الإنسان – لكن الإنسان لا يمكن أن يصير كاملًا بالنعمة والمحبة والرحمة وحدها. يصادف الإنسان في خبرته بعضًا من محبة الله، ويرى محبة الله ورحمته، ولكن عندما يختبر هذا لفترة من الوقت يدرك أن نعمة الله ومحبته ورحمته غير قادرة على جعل الإنسان كاملًا، وغير قادرة على كشف الأمور الفاسدة في داخل الإنسان، ولا تستطيع أن تُخلِّص الإنسان من شخصيته الفاسدة، أو أن تُكمِّل محبته وإيمانه. لقد كان عمل الله بالنعمة هو عمل لفترة واحدة، ولا يمكن للإنسان أن يعتمد على التمتع بنعمة الله من أجل معرفة الله.

من "اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف محبة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

إذا كان المرء يستمتع بنعمة الله فحسب، فإنه لا يمكن أن يُكمَّل من قِبَل الله. ربما يرضى البعض بسلام الجسد ومسرّته، أو بحياة سهلة خالية من الشدائد أو التعاسة؛ حيث يعيش في سلام مع أسرته دون صراعات أو شجار. بل إن البعض قد يعتقد أن هذه هي بركة الله، لكنها في الحقيقة هي نعمة الله فحسب. لا يمكنكم أن ترضوا بمجرد الاستمتاع بنعمة الله. إن هذا النوع من التفكير مبتذل جدًا. حتى لو كنتَ تقرأ كلمة الله يوميًا وتصلي كل يوم، ولو كانت روحك تشعر بسلامٍ ومتعة خاصة، لكنك في النهاية غير قادر على أن تتكلم بأي معرفة عن الله وعن عمله، وليست لديك أي خبرة بتلك الأمور، ومهما كان المقدار الذي أكلته وشربته من كلمة الله، فإذا كنت فقط تشعر بالمتعة والسلام في روحك، وأن كلمة الله حلوة بما لا يقارن حتى إنه لا يمكنك التوقف عن التلذذ بها، لكن ليست لديك أي خبرة حقيقية مع كلمة الله أو أي واقعية لكلمة الله، فما الذي يمكنك أن تحصل عليه من إيمانك بالله بهذه الطريقة؟ إن لم تكن قادرًا على أن تحيا جوهر كلمة الله، فإن أكلك وشربك من كلام الله وصلواتك معنية بالدين بصورة كلية. إذن فإن هذا النوع من البشر لا يمكن أن يُكمَّل ولا يمكن أن يُقتَنى من الله.

من "وعود لأولئك الذين كمّلهم الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

 

يكمل الله الناس بطاعتهم وأكلهم وشربهم كلمات الله واستمتاعهم بها، ومن خلال ما يتعرضون له من المعاناة والتنقية في حياتهم. يمكن لإيمان مثل هذا فقط أن يغيِّر من شخصيات الناس، وبعدها فقط يمكنهم امتلاك المعرفة الحقيقية بالله. إن الشعور بعدم الاكتفاء بالعيش وسط نعيم الله، والتعطش للحق بشغف، والبحث عن الحقيقة، والسعي لكي يربحنا الله – هذا ما يعنيه أن نطيع الله بوعي؛ فهذا هو بالضبط نوع الإيمان الذي يريده الله. فالناس الذين لا يفعلون أكثر من التمتع بنعم الله لا يمكن أن يكونوا كاملين، أو يتم إحداث تغيير فيهم، وتُعد طاعتهم، وتقواهم ومحبتهم وصبرهم كلها أمورًا سطحية. إن أولئك الذين يتمتعون بنعمة الله فقط لا يستطيعون أن يعرفوا الله حقًا، وحتى عندما يعرفون الله، فإن معرفتهم تكون سطحية، ويقولون أشياء من قبيل إن الله يحب الإنسان، أو إن الله رحيم بالإنسان. ولا يمثل هذا حياة الإنسان، ولا يظهِر أن الناس يعرفون الله حقًا. عندما يمر الناس بتجارب الله، إذا مروا بها، حين ينقيهم كلام الله، فإنهم يعجزون عن طاعة الله – وبدلاً من ذلك إذا ارتابوا وخرّوا – فلن يكونوا مطيعين على الإطلاق.

من "في إيمانك بالله ينبغي عليك أن تطيع الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

إن إيمان الناس بالله يلتمس من الله أن يعطيهم مصيرًا مناسبًا ويعطيهم كل نعمة تحت الشمس، وأن يجعلوا الله خادمهم، ويدفعوه ليُبقي على العلاقة معهم ودودة، وألا يوجد أبدًا أي خلاف بينهم. أي أن إيمانهم بالله يتطلَّب من الله أن يَعِدَ بالاستجابة لكافة مطالبهم، والإنعام عليهم بأي شيء يصلّون من أجله، تمامًا مثلما يقول الكتاب المقدس: "سأصغي إلى جميع صلواتكم". يطلبون من الله ألا يدين أحدًا أو يتعامل مع أحد، حيث أن الله هو دائمًا يسوع المُخلِّص الحنون، الذي يُبقي علاقةً طيبة مع الناس في كل الأوقات والأماكن. تبدو الطريقة التي يؤمنون بها هكذا: يطلبون من الله دائمًا بلا حرج أشياءً، والله ينعم عليهم بكل شيء يطلبونه دون حساب، سواء كانوا متمردين أم مطيعين. يستمرون في طلب "تسديد دين" من الله، وعلى الله أن "يدفع الدين الذي عليه" بلا أية مقاومة، ويردَّ الضعف، سواء حصل الله على شيء منهم أم لا. يجب أن يكون تحت رحمتهم فحسب؛ ولا يمكنه أن ينظِّم الناس بصورة استبدادية، فضلاً عن أنه لا يمكنه أن يكشف للناس عن حكمته وشخصيته البارة المستترتين لسنين عديدة كما يريد، دون إذنهم. هم فقط يعترفون بخطاياهم لله، ويصفح الله عنهم، ولا يمكنه أن يملَّ من ذلك، ويستمر الأمر هكذا إلى الأبد. إنهم فقط يأمرون الله والله يطيع، كما هو مذكور في الكتاب المقدس "أنَّ الله لم يأت ليُخدَم بل ليَخْدم، وليكون خادمًا للإنسان" ألم تؤمنوا دائمًا بهذه الطريقة؟ حين لا يمكنكم الحصول على شيء من الله ترغبون في الفرار. وحين لا تفهمون شيئًا تستاؤون بشدة، وتذهبون بعيدًا وتندفعون سريعًا في أنواع الإساءة كافة. لن تسمحوا لله ببساطة أن يعبِّر بالكامل عن حكمته وعجبه، بل تريدون التمتع بطمأنينة لحظية وتعزية مؤقتة. حتى الآن، موقفكم في إيمانكم بالله كان وما زال يحمل نفس الآراء القديمة. إن أظهر الله قدرًا قليلاً من عظمته تصيرون تعساء؛ هل ترون الآن كيف هي قامتكم بالضبط؟ ألا تعتقدون أنكم جميعًا مُخلصون لله في حين أن آراءكم القديمة لم تتغير؟ حين لا يَمَسُّكَ شيءٌ تظن أن الأمور تسير على ما يرام، وتحب الله بأعلى درجة، ولكن حين يبتليك شيء صغير، تسقط في جحيم. هل هذا هو إخلاصك لله؟

من "عليك أن تتخلى عن بركات المكانة الاجتماعية وتفهم مشيئة الله لخلاص الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

يؤمن معظم الناس بالله من أجل السلام والنِعَم الأخرى. فأنت لا تؤمن بالله ما لم يكن ذلك لصالحك، وإذا لم تستطع الحصول على نِعَم الله فستتجهّم. كيف يمكن أن تكون هذه قامتك الحقيقية؟ عندما يتعلق الأمر بحوادث عائلية لا يمكن تجنبها (أطفال يمرضون، أزواجٌ يدخلون المستشفى، غلّة محصولٍ قليلة، اضطهاد أفراد العائلة، وما إلى ذلك)، لا يمكنك تسيير حياتك حتى في هذه الأمور التي غالباً ما تحدث كل يوم. وعندما تحدث مثل هذه الأمور تدخل في حالة ذعر ولا تعرف ما تفعله، وفي معظم الأحيان تشتكي من الله. تشتكي من أن كلمات الله قد خدعتك وأن عمله قد أفسدك. ألا تدور في رأسكم أفكارٌ كهذه؟ هل تعتقدون أن أموراً كهذه نادراً ما تحدث معكم؟ تقضون كل يوم وأنتم تعيشون وسط هذه الأحداث. لا تفكّرون في نجاح إيمانكم بالله وكيفية إرضاء إرادته. قامتكم الحقيقية صغيرة جداً، أصغر حتى من كتكوتٍ صغير. عندما يخسرُ عملُ أزوجِكم المالَ تشتكونَ من الله، وعندما تجدونَ أنفُسَكم في وسَطٍ خالٍ من حماية الله تستمرّون بالشكوى من الله. تشتكون حتى عندما يَنفُقُ أحّدُ كتاكيتكم أو تمرض بقرةٍ مُسِنّة في الحظيرة. تشتكون عندما يحين الوقتُ ليُكَوِّنَ ابنُكم عائلة ولا تملك عائلتكم ما يكفي من المال. وتشتكي أيضاً عندما يأكل العاملون في الكنيسة بعض الوجبات في منزلك ولا تعوّضك الكنيسة أو يَرسُلُ إليك أحدُهم الخضار. بطنك مليئة بالشكاوى، وأحياناً لا تذهب بسبب هذا إلى الاجتماعات ولا تأكل أو تشرب كلمات الله، ومن المحتمل أن تشعرَ بالسلبية لفترة طويلة جداً. لا يحدث شيءٌ لك اليوم له علاقة بتطلّعاتك أو مصيرك، فهذه الأشياء ستحدث أيضاً إن لم تكن مؤمناً بالله. ولكنك اليوم تُحَمِّل الله المسؤولية عنها، وتصرّ على القول بأن الله قد أهملك. ماذا عن إيمانك بالله، هل قدمت له حياتك بالفعل؟ ليس بينكم مِمَّن يتبعون الله اليوم من هو قادر على الثبات إذا عانى نفس تجارب أيوب فسوف تسقطون جميعاً. وهناك بكل بساطة الكثير من الاختلاف بينكم وبين أيوب ستجرؤون على إنكار وجود الله إذا تم الاستيلاء على نصف ممتلكاتكم اليوم. وإذا أُخِذَ منكم ابنكم أو بنتكم فستجولون الشوارع باكين كالمجانين. وإذا وصلت حياتك إلى طريق مسدود فستنوح مواجهاً الله ومتسائلاً لماذا ترايَ قلتُ العديدَ من الكلمات في البداية لإخافتك. لا يوجد شيء لا تجرؤون على القيام به في مثل هذه الأوقات. هذا يدل على أنكم لم تروا بالفعل ولا قامة حقيقية لكم.

من "الممارسة (3)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

هل أنت راضٍ عن العيش تحت مُلك الشيطان في سلام وفرح وراحة جسدية قليلة؟ ألست أحقر الناس جميعًا؟ لا أحد أحمق أكثر من أولئك الذين يرون الخلاص ولكنهم لا يسعون للحصول عليه؛ إنهم أناس ينهمون لإشباع أجسادهم ويستمتعون بالشيطان. إنك تأمل ألا يؤدي إيمانك بالله إلى مواجهة أي تحديات أو ضيقات، أو أدنى مشقة. إنَّك تسعى دائمًا إلى تلك الأشياء التي لا قيمة لها، ولا تعلّق أي قيمة على الحياة، بل تضع أفكارك المتطرفة قبل الحق. إنك بلا قيمة، وتعيش مثل خنزير – ما الفرق بينك وبين الخنازير والكلاب؟ أليس أولئك الذين لا يسعون إلى الحق، بل بالأحرى يحبّون الجسد، جميعهم وحوشًا؟ أليس أولئك الموتى بدون أرواح هم جميعهم جثثًا متحرِّكة؟ كم عدد الكلمات التي نُطقت بينكم؟ هل ما تم بينكم هو مجرد عمل صغير؟ كم مقدار ما قدمته بينكم؟ ولماذا لم تقتنوه؟ ما الذي لديك لتشكو منه؟ أليست القضية أنك لم تفز بشيء لأنك معجب أيضًا بالجسد؟ أليس لأن أفكارك متطرفة للغاية؟ أليس لأنك غبي جدًا؟ إن كنت غير قادر على اقتناء هذه البركات، فهل يمكنك إلقاء اللوم على الله لأنه لم يُخلِّصك؟ ما تسعى إليه هو أن تكون قادرًا على تحقيق السلام بعد أن تؤمن بالله – وأن يخلو أطفالك من المرض، وأن يحصل زوجك على عمل جيد، وأن يجد ابنك زوجة صالحة، وأن تجد ابنتك زوجًا لائقًا، وأن يحرث ثيرانك وخيولك الأرض جيدًا، وأن يستمر الطقس الجيد لمدة عام من أجل محاصيلك. هذا ما تسعى إليه. ليس سعيك إلا للعيش في راحة، ولكيلا تلحق الحوادث بعائلتك، وأن تمر الرياح بجوارك، وألا تلمس حبيبات الرمل وجهك، وألا تغمر المياه محاصيل عائلتك، وألا تتأثر بأي كارثة، وأن تعيش في حضن الله، وتعيش في عُش دافئ. هل جبان مثلك، يسعى دائمًا للجسد، هل لديك قلب، لديك روح؟ ألست وحشًا؟ إنني أعطيك الطريق الصحيح دون طلب أي شيء في المقابل، ولكنك لا تسعى في إثره. هل أنت واحد من أولئك الذين يؤمنون بالله؟ إنني أمنحك الحياة الإنسانية الحقيقية، ولكنك لا تسعى. ألست مجرد خنزير أو كلب؟ لا تسعى الخنازير إلى حياة الإنسان، فهي لا تسعى إلى التطهير، ولا تفهم ماهية الحياة. بعد أن تتناول طعامها في كل يوم فإنها تنام ببساطة. لقد أعطيتك الطريق الصحيح، ولكنك لم تقتنه: إنك خالي الوفاض. هل أنت على استعداد للاستمرار في هذه الحياة، حياة الخنازير؟ ما هي أهمية أن يبقى هؤلاء الناس على قيد الحياة؟ حياتك مزرية وحقيرة، وتعيش وسط الدنس والفسق، ولا تسعى لأي أهداف؛ أليست حياتك هي أحقر حياة؟ هل أنت تجرؤ على النظر لله؟ إذا واصلت اختبارك بهذه الطريقة، فهل ستكتسب أي شيء؟

من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

هل تفهمون الآن ما هو الإيمان بالله؟ هل الإيمان بالله هو رؤية آيات وعجائب؟ هل هو الصعود إلى السماء؟ الإيمان بالله ليس سهلًا على الإطلاق. يجب إخضاع هذه الممارسات الدينية إلى النقاش؛ فالسعي وراء شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة، والتركيز على الآيات والعجائب واشتهاء المزيد من نعمة الله وسلامه وفرحه، والسعي وراء تطلّعات الجسد، جميعها ممارسات دينية، ومثل هذه الممارسات الدينية هي نوع غامض من الإيمان. اليوم، ما هو الإيمان الحقيقي بالله؟ إنه قبول كلمة الله كواقع لحياتك ومعرفة الله من كلمته ليكون لك محبة حقيقية له. لأكون واضحًا: الإيمان بالله هو أن تطيعه وتحبه وتؤدي واجبك الذي يجب أن تؤديه كمخلوق من مخلوقات الله. هذا هو هدف الإيمان بالله. يجب أن تعرف جمال الله، وكم يستحق من تبجيل، وكيف يصنع الله في مخلوقاته عمل الخلاص ويجعلهم كاملين. هذا هو الحد الأدنى الذي يجب أن تملكه في إيمانك بالله. الإيمان بالله هو في الأساس الانتقال من الحياة في الجسد إلى حياة الله المحب، ومن الحياة في الطبيعة الساذجة إلى الحياة داخل ماهية الله، إنه الخروج من تحت مُلك الشيطان والعيش تحت رعاية الله وحمايته؛ إنه القدرة على طاعة الله وليس الجسد، والسماح لله بأن يربح قلبك بالكامل، والسماح له أن يجعلك كاملًا، والتحرّر من الشخصية الشيطانية الفاسدة. الإيمان بالله هو في الأساس لكي تظهر فيك قوة الله ومجده، ولكي تعمل مشيئته، وتنجز خطته، وتكون قادرًا على أن تشهد عنه أمام الشيطان. ليس الهدف من الإيمان بالله هو رؤية آيات ومعجزات، ولا يجب أن يكون من أجل جسدك الشخصي، بل يجب أن يكون هدفه السعي لمعرفة الله، والقدرة على طاعته، وأن تكون مثل بطرس، تطيعه حتى الموت. هذا هو ما يجب تحقيقه في الأساس.

من "الكل يتحقق بكلمة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

لمعرفة المزيد:
ما هو مفتاح بناء العلاقة الشخصية مع الله؟ اقرأ هذا المقال وستجد الإجابة.

الفئة: أسفار الإنجيل | مشاهده: 109 | أضاف: tuiguang186 | علامات: موقع الحق والضلال, الإيمان | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
avatar